حمدان حسن جعرور
غزة
ابراهيم محمود الديري
غزة
رياض غازي النبيه
غزه
نضال عبد السلام حلس
غزة
رمزي يوسف حويلة
شمال غزة
محمود عمر عبد القدرة
خان يونس
مهدى نعمان حسنين
غزه
رائد احمد اللبان
غزة
حاتم سليمان فؤاد الخور
غزة
محمود يوسف محمد النجار
شمال غزة
طلعت درويش خليل الراس
غزة
محمد معين عايش عجور
غزه البلد الدرج
شادي كمال ياسين المدهون
شمال غزة
اياد البردويل
غزة
احمد درويش خليل الراس
غزة
اكرم مجدى يوسف اللطخ
غزة
محمود ومحمد وأحمد الاسطل
خانيونس
حسن رفيق المدهون
غزة الجلاء
مدحت فهمي الدحدوح
غزة
عبد الرحمن موسى خضر
شمال غزة
محمد نصر
الزهراء
رجب فؤاد أبو ضاحي
رفح
محمد زاهر محمد زاهر
غزة
أيمن محمد أحمد زاهر
غزة
محمد عادل محمود ابو العوف
رفح
حامد عبدالقاد البريم
خانيونس
احمد حسن موسى الديري
غزة
وليد محمد أحمد زاهر
غزة
يوسف مصطفى أبو شباك
غزة
ريان وليد محمد الهيقي ( القصاص )
غزه
طارق ابو دية
غزة
اياد ابو معمر
خانيونس
انور موسى حمدان الديري
غزه
زاهر محمد أحمد زاهر
غزة
محمد كامل جميل الشخريت
رفح
طارق زياد النواتي
غزة
أحمد فضل طليب
غزه
جميل نائل خلف
غزة
علي سالم البيض
غزة
سعيد وسامي ورباح سعود عدس
غزه
عمار صبحى عويضة
رفح
سامي عبدالفتاح ابولاشين
غزة
رجب فؤاد احمد ابو ضاحي
رفح
عمرو عبدالمنعم احمد قريب شلبى
دير البلح
علي عليوة ضرب الزميرة
غزة
ديب أكرم ديب النجار
جباليا البلاد
معتصم محمد الوزير
غزة
محمد مونس الشهير بفصيصة
النصيرات
عبد صخرعبد سعد
غزة
علاء احمد بريكه أبو احمد
خانيونس
دياب عطا راضي
غزة التفاح
اياد عبد الله جبر كلاب
خانيونس
حسن محمد البابوج
النصيرات
رفعت جبر حسن كلاب
خانيونس
الرائد محمد عبد القادر الجعيدى
غزة
فؤاد عبد الرحيم عبد الفتاح ابو حسنة
البريج
اشرف كخة
غزة
إبراهيم محمود إصليح أبو اياد
خانيونس
محسن احمد بلميطة
غزة
تائر محمد عبد القادر الجعيدى
غزة
معين نعمان عيسى الريفي
غزة - التفاح
شادى اسامه صبح
غزه
أحمد نصر عمر النملة
غزة
ماجد بكر العرير
غزه الشجاعيه
على خليفة
رفح
ماجد مصطفى محمود التري
غزة
خليل احمد عامر البحيصي
دير البلح
شادي محمود درويش الزطمة
رفح
اسامة على صبرى البهتينى
غزة
ماجد العرعير
غزة
هاني أبو عصر
غزة
سليم كامل سليم عبد النبي ابو جنين
شمال غزة
أحمد رأفت محمد حسونة
غزة
عليان اكرم الواديه
غزه
نهاد عوض
غزة
شادي عبد الواديه
غزه
محمود عماد المدهون
غزة
محمد حسن حسن بربخ
خان يونس
محمد عادل عايش عجور
غزة
محمد عادل عايش عجور
غزة
عدلي وهب الواديه
غزه
عدلي وهب الواديه
غزه
مهند عبد القادر ابو ريا
غزة
مروان صلاح جحا
غزة الشعف
عوني حسن الصفدي
غزه
اسامه يعقوب مطر
النصيرات
علاء بصل
غزة
زياد طه محمد مطر
غزة
محمد سعيد عيسى ابوغورى
غزة
محمد احمد محمد الفار
غزة
وليد حسن سعد
غزة
محمد قويدر
غزة
مربي الأجيال الأستاذ موسى حمدان فسيفس
خانيونس
خالد خضر علي محمد مطر
النصيرات
يوسف محمد علي أبو حصيرة
غزة
توفيق الفران
غزه
محمود ياسين احمد رصرص
رفح
حسام احمد عثمان
غزة
ياسر العصار
رفح
د/اكرم ذيب شعبان النجار
جباليا
سهيل عبد العاطى التلولى
شمال غزة
تيسير خليل شملخ
غزة
رأفت معين صالح أبو سمرة
رفح
فتحى خليل شملخ
غزه
ياسر العصار
رفح
محمود صابر بصل
غزه
قائد كتائب شهداء الاقصى فى جباليا
م جباليا
صلاح ابراهيم موسى ابوشحاده
غزه
رمزي اسماعيل الشرافي
معسكر جباليا
فرج عليان
معسكر جباليا
سامى عوض الله خليل بكر
جباليا
نظمى ابو ناموس
جباليا
اشرف جوده
المنطقه الوسطى
امير على احمد ابو عرمانة
رفح
عماد شبلاق (ابو فيصل)
غزة
ايمن عبد المنعم العجرمى
غزة
سهيل التلولى
غزة
جمال ممدوح النجار
خانيونس
جمعة البرندي
غزة
خالدساموو العنزى
غزة
احمد كريم
غزه
عبدالله عصام الداهودي
رفح
محمود زكي النجار
جباليا
خالد زياد محمد الداهودي
رفح
رياض خليل النبيه
غزه
محمود جبر الصفطاوى
جباليا
رزق محمد عبد الله (عيسي)
م جباليا
مهند و عدي فرج عدس
غزة
جمعة خمشيس عبد الرحمن البرندشي
جباليا
محمد رامي حسن العبادلة
خانيونس
سعيد وسامي ورباح سعود عدس
غزة
حسن مجدي أبو الخير
غزة
محمد يوسف موسى الكرد
دير البلح
موقع مسخرة بجد
هنا
خضر حسني عمر
خانيونس
محمد احمد ابراهيم خليل
غزة
مهند سمير قدوم
غزة
محمد شرطة-غزة
دير البلح
محمد على القرم
غزة
موسى محي الدين حرارة
غزة
محمد أحمد حمدان الجدي
غزة
عماد غازي شبلاق
غزة
صبرى شقير
غزة
ايهاب محمد جادالله
غزه
رشدى يوسف على عبيد
غزة الشجاعيه
أمير نور محمد دباش
غزة
محمد جهاد الكفارنه
غزه
محمد عادل عمر عجور
غزة
محمد جبر حسن حسنين
خانيونس
محمود عماد المدهون
غزة
259
حاتم محمد عواد برهوم
رفح
258
محمد جمال احمد الحمرى
دير البلح
جمال عبد الناصر ابوحبل
بيت لاهيا
عادل محمود عبدالرحمن جمعة
معسكر جباليا
سليم المدهون
غزة
سليم المدهون
غزة
خليل الهباش
النصيرات
عز الدين القسام
خان يونس
محمود عفانه
غزة
رمزي سعيد سعادة
خانيونس
عدي سعيد
رفح
ياسر حسني مصطفي ابو شنب
غزة
فتحي إسماعيل اللداوي
رفح - الشابورة
محمد خضر احمد حجازي
غزة
محمد سعيد محمد الزعيم
غزة
محمد عطايا جابر الشاعر
خانيونس
خالد أيوب عبد الله أبو حمام
غزة
منصور حمتو + هيثم شلح +فتحي القرم
غزة
عمر نعيم جابر القططى
غزة
محمد حضر احمد حجازي
غزة
محمد سالم إرحيم
غزة
جمال محمد ابو القمبز
غزة
فتحى خليل عاشور شملخ
غزة
سواح أبوسيف
غزة
رفعت حسان ابو القمبز الملقب (بريشة)
غزة
ابراهيم أحمد علي الشنا
خان يونس
نهاد حسن أبوسويرح
الوسطى
سفيان نصار
رفح الشابورة
د/أكرم ذيب شعبان النجار
جباليا البلد
اسماعيل المبحوح
غزة
اسماعيل عبد السلام هنية
غزة
خالد فورزي حمد
غزة
احمد حسين محمد مزهر
غزة تل الهوى
احمد نجاد
البريج
منير خليل ابودقة
خانيونس
يوسف مصطفى ابو شباك
غزه
علي حمدي موسي أبو عشيبة
غزة
اياد تيسير عزام
غزة
شلبي محمد اللحام
غزة
غسان طلعت خالد الدنف
غزة
بلال ناصر شاهين
النصيرات
سميح ابراهيم رباح المدهون
بيت لاهيا
ياسر طالب
غزة
فتحي فتيحة فتوح المفتح
خان يونس
منير خليل سليمان ابو دقه
خانيونس
حسن زياد زقوت
النصيرات
مثقال الريفى
غزة
علاء إبراهيم الهمص
رفح
محمد رزق محارب سعد
غزة
محمد رزق محارب سعد
غزة
رامز توفيق أحمد حلس
غزة
اكرم ذيب شعبان النجار
جباليا
وليد حسن سلامة سعد
غزة
خميس ربحي النعنع
غزة
عادل البحيصي (ابو شروق)
دير البلح
عبد الله محمد عدوان ابو امحمد
النصيرات
نور الدين أحمد الكرد
دير البلح
عبدالمطلب رشدى عاشور
غزه
سعيد سعود رباح عدس
غزة
سهيل عبد العاطي التلولي ابو عائد
غزة
محمود اكرم محمد كلاب
خانيونس
زياد محمود الميدنة
غزة
رامز توفيق أحمد حلس
غزة
دياب عطا راضي
غزة
رمزي توفيق أحمد حلس
غزة
انور نايف المغنى
غزه
خالد فرج جندية
غزة
ممتاز رجب محمود زمو (ابو عطا)
غزه
رافت عامر أبو شاويش
دير البلح
رجب فؤاد ابو ضاحي (ابوريما)
رفح
سعدي النحال
رفح
يونس محمد حسين غانم
رفح
منذر السيد الحرازين
غزه
رجب المغاري ( أبو وحيد )
رفح
سمير احمد خالد العجرمى
غزة
سعيد حسنين
جباليا
جهاد محمد فياض اللقب (الكيلو)
دير البلح
احمدالوزير
غزة
علاء النحال
رفح
محمد رفعت محمد نوفل
غزة
مازن حلس
غزة
وسام عصام عايش سالم
غزة
خميس جمعة السبت
غزة
فوزي حرارة
غزة
صلاح حرارة
غزة
صلاح حجاج ( أبو الصامد )
غزة
حازم خليل حماد
غزة
ناجي يوسف عليان البطنيجي-
غزة
نعيم حرارة
غزة
قطاع غزة احظان قطاع غزة
وسط غزة
نهاد السيد ( النقلة )
غزة
باسل الخذندار
غزة
باسل الخذندار
غزة
اياد العربيد
غزة
مهدي حسن زنون
رفح
خالد أبو القمبز
غزة
ناجي العبد سليمان
ديرالبلح
محمد يوسف شخلول
دير البلح
رامي عدنان حلس
غزة
محمد فتحى الحاج محمد
غزة
عمر محمد احمد البريم
بى سهيلا
محمد احمد ابو عيطه
غزة
نعيم رجب الحرازين
غزه الشجاعيه
سعد عنان كريم
غزة
ايهاب نجيب ابو عيطه
غزة
حمدان كمال نمر العمصي
غزة
عمر البريم
بنى سهيلا
حازم خليل عيد حماد
غزة
محمد زكي حميد ( اللقطة )
غزة
محمد عبد الله سميح المجدلاوي
خان يونس
نعيم شعبان حرارة
غزة
صابر ابو القمبز
غزة
فريد غبن
البريج
خالد محمد القوقا
غزة
بهجت احمد حسن سالم
م جباليا
رائد فايق شحادة ابو القمبز
غزة
محمود حسن خالد أبو السعود
خانيونس
محمد غازي الجمل
غزة
ابو رمزى ابو قمر+ فؤاد محمد ابو ليلة
شمال غزة
محمود سهيل الغندور
غزة
الرائد نائل جميل خلف
غزه تل الهوى
خالد عبد الرحمن ظاهر( ابو الوليد)
غزة
مازن صالح ابو غالى العيله
غزه
وجية محمد شحادة ابو القمبز
غزة
ممتاز رجب محمود زمو
غزه
عزالدين عبد الرحيم ياسين (عزو)
النصيرات
رامي محمد حسن الغرابلي
غزة
هلال الفسيس
معسكر جباليا
جبريل حمدى الدحدوح
غزة
محمد ابو دقه
الشيخ رضوان
احمد علي الوزير
غزة
زكي جميل ابو شوراب
غزة
صلاح محمد القطناني
غزة
احمد ممدوح البوجي
غزة - النصيرات
صامد عيسي شيخ العيد
غزة
عزوز محمد ابو ركبة ابو العز
غزة
محمد ابو قمر
غزة
شادي حماد ياسين
غزة
عايش عطا ابو عاصي
غزة
وائل جمعة أبو عسفة
دير البلح
عبد الكريم وبسام سعيد فرج شمالي
غزة
احمد فاضل الزريعي
دير البلح
عمر عوض حسن الحسنات
دير البلح
نائل جميل خلف
غزة
خالد رباح صالح كساب
رفح
احمد حسن احمد محيسن
غزه الشجاعيه
نضال راتب العمصي
غزة
خالد النشار
غزة
نائل جميل خلف
غزة
مروان حسن داود
غزة
غسان جبر حسان شملخ - وخليل عيسى شملخ
غزة
علي محارب سعد
غزة
ناصر وتيسير عودة محمود شمالي
غزة الشجاعية
محمود لبو محمد
خانيونس
طارق عمر محارب سعد
غزة
عبدالله محارب سعد
غزة
رماح محمد مبارك
غزة
إياد الخالدي
غزة
صلاح سليمان حجاج (ابو صامد)
غزة
ها نى النمس
رفح
احمد سعيد محمد المدهون
غزة
لعقيد في الامن الوقائي / بهجت احمد ديب سالم
غزة
حسن الليل
غزة
طلعت هاشم العبد ابوعمر
خانيونس بنى سهيلا
نعيم حسن محمد الفران
غزه
خالد صلاح ابوركبة
غزة
أمجد سليمان نايف شبير
خان يونس
اشرف جربوع
رفح
نصر عاشور ابو قمر
غزه
عوض الملش
غزة
محمد السيد ابو جهل
غزة
جابر محمد سرحان البشيتى
خانيونس
جاد الله عمر جاد الله الحوراني
النصيرات
عبد العزيز المقادمة
جباليا
صبرى محمد عوض
غزة
يوسف مصطفي ديب
جباليا
زعرور الهلس
جباليا
محمداحمد زيات
رفح
جلال شكشك
الشيخ رضوان
محمد ابو جزر
خانيونس
محمد عبد الحافظ ابو جياب
غزة
اياد بابا
بيت لاهيا
يوسف محمد حبيب
البريج
عثمان كامل السمونى
غزة
خليل عيس شملخ
غزة
غسان جبر شملخ
غزة
جهاد رافع حسين أبو طير
رفح
ابراهيم ابو زر
غزة
ماهر جاداللة
غزة
جهاد ابو حطب
خانيونس
محمد احمد احمد
غزة
رفيق زياد المدهون
غزه
رزق رضوان خطاب
غزة
إبراهيم أبو زر
غزة
احمد النملة
غزة
جمعية رعاية الطالب فى مخيم النصيرات
النصيرات
جهاد أبو حطب
خانيونس
احمد خطاب
غزة
فارس ذياب نعيم
شمال غزة
هشام مقبل
غزة
هانى سليمان النمس
رفح
مهند ابوشرخ
غزه
محمد عبداللطيف ابوعودة
شمال غزة
ايهاب حاتم الحلو
غزة
احمد عبد ريان
غزة
قاسم مصطفى محمود البربار
غزة
حسن محمد خليل
بيت لاهيا
حسن محمد حمدان مصباح
غزة
رشدي محمد حماد عوض
رفح
ايهاب حاتم الحلو
غزة
احمد ممدوح سليم البوجى
النصيرات
محمد نمر قنيطة
غزة
ديب عبد الحى ابو القمصان
الشيخ رضوان
عمار حجاج
غزة
دياب نافذ دياب ابو القمبز
غزة
محمود مصطفى محمود البربار
غزة
وجية محمد شحادة ابو القمبز
غزة
كفاح حجاج
غزة
رامي جميل حمدان ماضي
رفح
كفاح حجاج
غزة
رامي جميل حمدان ماضي
رفح
محمد أحمد رجب حسان
غزة
ماهر جاد الله
غزة
اياد سعدي ابو فريال
غزه
اسماعيل عزات علي شعبان
مدينة جباليا
رمضان محمد احمد البريم
خانيونس بني سهيلا
وسيم عبيد
غزه
رافت العشرى
النصيرات
سعد العبد البنا
النصيرات
ادهم خليل سعد
غزة
عبدالله محمد القطشان
رفح
علي محارب سعد
غزة
عبدالله محارب سعد
غزة
سامح عمران حسن البطنيجي
غزة
طارق عمر محارب سعد
غزة
أحمد حسن أحمد محيسن
غزة
هيثم البطران
غزه
نائل جميل عارف
ابراج المقوسي
علي علي
غزة
عماد كتكت
رفح
جهاد سلمان السكنى
غزة
مجدي اكرم غزال
غزة
على الضفة على الضفة
غزة
عمر محمد أبومعمر
خان يونس
رياض غازي النبيه
غزه
مصطفي جبر محمد الصفطاوي
جباليا
عماد فتحي علي
خانيونس
كمال احمد حرب ابو نحل
غزة
سمير ماجد احمد الملفوح
شمال غزة
علاء منصور علوان
غزه
طارق زياد النواتى
غزة / التفاح
زياد توفيق الجلاد
غزة
عماد الشيخ خليل
غزه
محمد حمدي الحلاق
غزة
محمد احمد شاهين
غزه
شادي نهاد عزام
غزة
ماجد مصطفى محمود التري
غزة
حاتم محمد برهوم
رفح
محمد فوزي الزعيم
غزة
جهاد حسن ابو حجر
النصيرات
الأحد، 27 يوليو 2008
السبت، 26 يوليو 2008
الشرطة المقالة تتهم فتح بالتفجيرات و الأخيرة تنفي

السبت 26/7/2008/ الباشق, شنت قوات الشرطة المقالة في غزه معززه بعناصر من القسام الجناح العسكري لحركه المقاومة الإسلامية حماس حمله دهم و اعتقالات واسعة في صفوف عناصر حركه فتح غي قطاع غزه كما أغلقت و احتجزت محتويات الشرطة المقالة ما يزيد عن الـ40 من المؤسسات الأهلية العاملة في قطاع غزه, و تأتي هذه الحملة بعد وقوع سلسله من الانفجارات في القطاع كان أخرها في شاطئ بحر غزه و الذي ذهب ضحيته قرابة 6 أشخاص بينها قيادي بارز في القسام و طفله في السادسة من عمرها.
و في السياق ذاته اتهمت كتائب القسام والحكومة المقالة في قطاع غزه حركه التحرير الوطني الفلسطيني فتح بالوقوف وراء هذه الانفجارات غير أن حركة فتح و علي لسان أكثر من متحدث باسمها نفت أن تكون لها أي يد في هذه الانفجاريات موضحه أن هذه التفجيرات و الحملة التي تشنها حماس في قطاع غزه لا تخدم الوفاق الوطني في أي حال من الأحوال.
و أفادت مصادر الباشق ان حركه حماس قد أرسل رسائل تهديد إلي جريده الأيام التي تصدر في الضفة و غزه أنها في حال تغطيتها الأحداث الأخيرة في غزه ستصادر جميع ممتلكات مكتب الجريدة في غزة.
كما تجدر الاشاره الي ان حركه حماس قد وافقت علي ان تسلم المقار الأمنية القطاع الي قوات عربية تمهيدا الاعداة تسليم القطاع إلي الرئاسة الفلسطينية
السبت، 19 يوليو 2008
مأساة المسلم الليبرالي.. وملهاته أيضا
د.أحمد خيري العمري
19/07/2008
لو كان شكسبير حيا لما تردد لحظة واحدة في أن يبدل نموذجه الدرامي الشهير عن التردد هاملت بنموذج آخر أكثر ثراءً من الناحية الدرامية وأكثر امتلاءً بالتناقضات التي تجعله متردداً أكثر بكثير من الأمير الدنماركي الشهير . هذا النموذج البديل هو شخص يؤمن أنه 'مسلم ليبرالي'- وهو لم يكن يقول ذلك صراحة أول الأمر وإن كان في داخله شيء من الاثنين، مع الوقت تزايدت حدة الصراع في داخله، وصار يقول سراً - لنفسه على الأقل : أنه 'مسلم ليبرالي' ... ولكن تغيرات إقليمية عميقة لا تخفى جعلته أكثر صراحة وصار يقول ذلك الان بصوت أعلى من ذي قبل.
هذا 'المسلم الليبرالي' شخصية مغرية جداً بالنسبة لكتاب الدراما وللفنانين عموماً ذلك أن وجود المتناقضات في داخله يجعل منه شخصية مركبة ومعقدة تثير تحدياً مستفزاً أمام الفنانين لتجسيدها، وكما كان تردد هاملت سبباً في جعله رمزاً درامياً للتردد كوضع إنساني ينتهي بالعجز وعدم القدرة على الفعل فإن ثراء 'المسلم الليبرالي' من الناحية الفنية ينتهي عند حدود العمل الفني فقط ليتضح بعدها أرضاً بواراً غير قادرة على الإنتاج لأن ترددها بالذات هو سبب عجزها و عقمها.
مبعث كل هذا هو أن هذا 'المسلم الليبرالي' أو 'الليبرالي المسلم' - لا فرق - آمن بالشيء ونقيضه في آن. وتقبل وجود نقيضين حادين والتمزق بينهما.
سيهب الليبرالي المسلم هنا غاضباً معترضاً على اعتبار الليبرالية والإسلام نقيضين كما يليق بأي مصاب بانفصام أن يعترض على تشخيص حالته فبالنسبة له: الليبرالية والإسلام متوازيان متآلفان بلا أي إشكال في التوليف والتوفيق بينهما - وهو بذلك يعبر عن عدم فهمه لواحد منهما أو للاثنين معاً - أو ربما كان التوفيق بين النقيضين يدور بمستوى لا علاقة له بالفهم والوعي أي في العقل الباطن، في اللاوعي.
وفي دفاعه عن فصامه سيجمع بطلنا بين بعض مظاهر وأعراض الليبرالية - و بين الإسلام وسيقول أنه لا تعارض بينهما. وهذا صحيح تماماً مع بعض مظاهر الليبرالية ( مثل حرية الرأي والمساواة بين البشر) ولكن ليس مع' الحجر الأساس' فيها ليس مع الدعامة الأساسية التي تنتج هذه المظاهر ضمن أشياء أخرى. فالحجر الأساس في الليبرالية هو المهم وليس نتائجه بالذات.. وهذا الحجر هو الذي يتعارض بشكل قاطع مع عقيدة الإسلام.
ما هو الحجر الأساس هذا؟ ما هي 'كلمة السر' في الليبرالية؟ إنها 'الحرية الفردية '. كل الليبرالية أقيمت على هذا. حتى اسمها اصطلاح اشتق من الكلمة اللاتينية (Libre) التي تعني (الحر- عكس العبد).
سيعترضون: هل هذا سيء بالضرورة؟ هل الإسلام ضد الحرية؟ سنذكرهم هنا أن أسمى مراتب الفرد في الإسلام هي أن يكون عبداًُ لله عزّ وجل- وأن عبوديته لله هي عبودية يختارها المرء بملء إرادته - يكون فيها كتاب الله هو مصدر الحلال والحرام وموضع الحدود التي لا ينبغي على الفرد - والمجتمع - تجاوزها .
أما مع الليبرالية وبسبب من ارتكازها على الحرية الفردية فالفرد نفسه هو 'مصدر التشريع' وبما أنه كذلك فإن حدود الصواب والخطأ غير واضحة - ناهيك عن القول أنه لا مجال لوجود حلال أو حرام في مقياس كهذا والعقد الاجتماعي الوحيد الممكن هو أن 'لا تتعارض حرية الأفراد فيما بينهم '... وأن لا تضر حرية فرد منهم فرداً آخر، والضرر (هنا) يقاس بنفس مقياس الفرد - المقياس الآني المباشر - لا الذي قد يتراكم على المدى البعيد (غير المنظور فرديا) ليقوض دعامات المجتمع. وهكذا فإن ما يفعله اثنان بملء إرادتهما دون إقسار بغض النظر عن جنسهما لا يمكن أن يعد خطأً ما داما يلتزمان بالقواعد الصحية التي تضمن عدم انتقال العدوى.
سيضج أصحابنا معترضين: ' الجنس. الجنس. الجنس. هذا كل ما تفكرون به'! لكن لا !، ليس الأمر هكذا بالضبط لكن لا يمكن عزل الأمور عن بعضها. والزنا ليس مجرد ايلاج وقضاء شهوة ساعة أو أكثر أو أقل - لكنه أيضاً نتائجه بعيدة المدى المتراكمة: انهيار بنية الأسرة مثلاً. أم أن هذا غير مهم؟ أريد ليبرالياً مسلماً واحداً أن يفسر لي 'حسب ليبراليته' لم اللواط - مثلا- خطأ؟ أو الزنا...؟ أو الربا؟ أريد ليبرالياً مسلماً واحداً يخبرني لم الزواج المثلي ليس صواباً ما دام الفرد في داخله مقتنعاً بصوابه ولا يتأخر عن عمله ولا يرمي بقمامته أمام باب جاره ؟! وأنا هنا لا اتهم هؤلاء 'الليبراليين المسلمين' بالتهتك او بممارسة كل ما أشرت إليه. لكن مشكلتهم أنهم - بالتعريف - غير قادرين على اتخاذ موقف - ولو فكري - ضد التهتك.
وأنا أيضاً أثبت هنا إمكانية تعايشنا مع الليبراليين والليبراليين مع سواهم كما يتعايش أصحاب الأفكار المختلفة، لكن المشكلة الحقيقية هي في تعايش 'الليبراليين المسلمين' مع أنفسهم. ففي كل منهم 'رجال متشاكسون' يعكرون عليهم صفو أن يكونوا ' سلُماً ' لمرجع واحد.
تعدد المرجعيات واصطدامها أحياناً هو سر مأساة الليبرالي المسلم وسر ملهاته أيضاً سر وقوعه في اللافعل، واللاقرار، واللاحسم.
الدين عنده سينسحب ليكون شعائراً وطقوساً لها دور صمام الأمان للتخفيف من ضغوط الحياة أو للتلطيف من حدّة التناقضات أو لتحسين صورة الذات ... لكن 'نصوصاً دينية 'معينة ستظل تطارده كما طاردت الأشباح هاملت.
لو كان لهذا النموذج الشجاعة الكافية لحسم الأمر حتى ولو بطريقة تخرجه من أبطال شكسبير إلى أبطال ديستوفيسكي لكنه لا يملك هذه الشجاعة إنه يكتفي فقط بالثرثرة والجعجعة ولا شيء سواها. ... إنه في النهاية جزء من قدر المرحلة التي نعيشها، مرحلة اختلطت فيها أوراق واحترقت فيها أوراق وعندما ينتهي 'عصر الحيرة' ويبزغ 'عصر الحسم '، سيذوب هؤلاء كأشباح هاملت... بلا أثر .
19/07/2008
لو كان شكسبير حيا لما تردد لحظة واحدة في أن يبدل نموذجه الدرامي الشهير عن التردد هاملت بنموذج آخر أكثر ثراءً من الناحية الدرامية وأكثر امتلاءً بالتناقضات التي تجعله متردداً أكثر بكثير من الأمير الدنماركي الشهير . هذا النموذج البديل هو شخص يؤمن أنه 'مسلم ليبرالي'- وهو لم يكن يقول ذلك صراحة أول الأمر وإن كان في داخله شيء من الاثنين، مع الوقت تزايدت حدة الصراع في داخله، وصار يقول سراً - لنفسه على الأقل : أنه 'مسلم ليبرالي' ... ولكن تغيرات إقليمية عميقة لا تخفى جعلته أكثر صراحة وصار يقول ذلك الان بصوت أعلى من ذي قبل.
هذا 'المسلم الليبرالي' شخصية مغرية جداً بالنسبة لكتاب الدراما وللفنانين عموماً ذلك أن وجود المتناقضات في داخله يجعل منه شخصية مركبة ومعقدة تثير تحدياً مستفزاً أمام الفنانين لتجسيدها، وكما كان تردد هاملت سبباً في جعله رمزاً درامياً للتردد كوضع إنساني ينتهي بالعجز وعدم القدرة على الفعل فإن ثراء 'المسلم الليبرالي' من الناحية الفنية ينتهي عند حدود العمل الفني فقط ليتضح بعدها أرضاً بواراً غير قادرة على الإنتاج لأن ترددها بالذات هو سبب عجزها و عقمها.
مبعث كل هذا هو أن هذا 'المسلم الليبرالي' أو 'الليبرالي المسلم' - لا فرق - آمن بالشيء ونقيضه في آن. وتقبل وجود نقيضين حادين والتمزق بينهما.
سيهب الليبرالي المسلم هنا غاضباً معترضاً على اعتبار الليبرالية والإسلام نقيضين كما يليق بأي مصاب بانفصام أن يعترض على تشخيص حالته فبالنسبة له: الليبرالية والإسلام متوازيان متآلفان بلا أي إشكال في التوليف والتوفيق بينهما - وهو بذلك يعبر عن عدم فهمه لواحد منهما أو للاثنين معاً - أو ربما كان التوفيق بين النقيضين يدور بمستوى لا علاقة له بالفهم والوعي أي في العقل الباطن، في اللاوعي.
وفي دفاعه عن فصامه سيجمع بطلنا بين بعض مظاهر وأعراض الليبرالية - و بين الإسلام وسيقول أنه لا تعارض بينهما. وهذا صحيح تماماً مع بعض مظاهر الليبرالية ( مثل حرية الرأي والمساواة بين البشر) ولكن ليس مع' الحجر الأساس' فيها ليس مع الدعامة الأساسية التي تنتج هذه المظاهر ضمن أشياء أخرى. فالحجر الأساس في الليبرالية هو المهم وليس نتائجه بالذات.. وهذا الحجر هو الذي يتعارض بشكل قاطع مع عقيدة الإسلام.
ما هو الحجر الأساس هذا؟ ما هي 'كلمة السر' في الليبرالية؟ إنها 'الحرية الفردية '. كل الليبرالية أقيمت على هذا. حتى اسمها اصطلاح اشتق من الكلمة اللاتينية (Libre) التي تعني (الحر- عكس العبد).
سيعترضون: هل هذا سيء بالضرورة؟ هل الإسلام ضد الحرية؟ سنذكرهم هنا أن أسمى مراتب الفرد في الإسلام هي أن يكون عبداًُ لله عزّ وجل- وأن عبوديته لله هي عبودية يختارها المرء بملء إرادته - يكون فيها كتاب الله هو مصدر الحلال والحرام وموضع الحدود التي لا ينبغي على الفرد - والمجتمع - تجاوزها .
أما مع الليبرالية وبسبب من ارتكازها على الحرية الفردية فالفرد نفسه هو 'مصدر التشريع' وبما أنه كذلك فإن حدود الصواب والخطأ غير واضحة - ناهيك عن القول أنه لا مجال لوجود حلال أو حرام في مقياس كهذا والعقد الاجتماعي الوحيد الممكن هو أن 'لا تتعارض حرية الأفراد فيما بينهم '... وأن لا تضر حرية فرد منهم فرداً آخر، والضرر (هنا) يقاس بنفس مقياس الفرد - المقياس الآني المباشر - لا الذي قد يتراكم على المدى البعيد (غير المنظور فرديا) ليقوض دعامات المجتمع. وهكذا فإن ما يفعله اثنان بملء إرادتهما دون إقسار بغض النظر عن جنسهما لا يمكن أن يعد خطأً ما داما يلتزمان بالقواعد الصحية التي تضمن عدم انتقال العدوى.
سيضج أصحابنا معترضين: ' الجنس. الجنس. الجنس. هذا كل ما تفكرون به'! لكن لا !، ليس الأمر هكذا بالضبط لكن لا يمكن عزل الأمور عن بعضها. والزنا ليس مجرد ايلاج وقضاء شهوة ساعة أو أكثر أو أقل - لكنه أيضاً نتائجه بعيدة المدى المتراكمة: انهيار بنية الأسرة مثلاً. أم أن هذا غير مهم؟ أريد ليبرالياً مسلماً واحداً أن يفسر لي 'حسب ليبراليته' لم اللواط - مثلا- خطأ؟ أو الزنا...؟ أو الربا؟ أريد ليبرالياً مسلماً واحداً يخبرني لم الزواج المثلي ليس صواباً ما دام الفرد في داخله مقتنعاً بصوابه ولا يتأخر عن عمله ولا يرمي بقمامته أمام باب جاره ؟! وأنا هنا لا اتهم هؤلاء 'الليبراليين المسلمين' بالتهتك او بممارسة كل ما أشرت إليه. لكن مشكلتهم أنهم - بالتعريف - غير قادرين على اتخاذ موقف - ولو فكري - ضد التهتك.
وأنا أيضاً أثبت هنا إمكانية تعايشنا مع الليبراليين والليبراليين مع سواهم كما يتعايش أصحاب الأفكار المختلفة، لكن المشكلة الحقيقية هي في تعايش 'الليبراليين المسلمين' مع أنفسهم. ففي كل منهم 'رجال متشاكسون' يعكرون عليهم صفو أن يكونوا ' سلُماً ' لمرجع واحد.
تعدد المرجعيات واصطدامها أحياناً هو سر مأساة الليبرالي المسلم وسر ملهاته أيضاً سر وقوعه في اللافعل، واللاقرار، واللاحسم.
الدين عنده سينسحب ليكون شعائراً وطقوساً لها دور صمام الأمان للتخفيف من ضغوط الحياة أو للتلطيف من حدّة التناقضات أو لتحسين صورة الذات ... لكن 'نصوصاً دينية 'معينة ستظل تطارده كما طاردت الأشباح هاملت.
لو كان لهذا النموذج الشجاعة الكافية لحسم الأمر حتى ولو بطريقة تخرجه من أبطال شكسبير إلى أبطال ديستوفيسكي لكنه لا يملك هذه الشجاعة إنه يكتفي فقط بالثرثرة والجعجعة ولا شيء سواها. ... إنه في النهاية جزء من قدر المرحلة التي نعيشها، مرحلة اختلطت فيها أوراق واحترقت فيها أوراق وعندما ينتهي 'عصر الحيرة' ويبزغ 'عصر الحسم '، سيذوب هؤلاء كأشباح هاملت... بلا أثر .
إسرائيل تستعد لاحتمال إتمام صفقة شليط ولا تتوقع رفع حماس لسقف مطالبها
'قال أيمن طه القيادي في حركة حماس أمس لـ 'القدس العربي' ان حركته 'أغلقت' ملف تبادل الأسرى مع إسرائيل، وأحاطته بـ 'السرية التامة'، في وقت قالت فيه إسرائيل انها تستعد لاحتمالية استئناف الاتصالات غير المباشرة مع حماس لإنهاء الملف الذي يضمن إطلاق سراح الجندي الأسير جلعاد شليط، وسط معلومات تفيد بأن فرنسا تقدمت بعرض للوساطة قوبل برفض إسرائيل. وقال طه لـ 'القدس العربي' حين سألته على آخر تطورات ملف صفقة تبادل الأسرى بعد نجاح الصفقة التي أبرمها حزب الله اللبناني مع إسرائيل بوساطة ألمانية 'هذا الملف (تبادل الأسرى) أغلقته حركة حماس بشكل كامل، وهناك قرار بعدم الحديث عنه في وسائل الإعلام'.
وأشار إلى أن قرار حماس جاء لـ 'عدة أسباب'، لكنه رفض الكشف على أي من الأسباب التي دفعت الحركة لاتخاذ هذا القرار.
واكتفى طه بالقول 'ملف صفقة التبادل سيحاط بسرية تامة'.
ولكن مصدرا مطلعا أكد لـ 'القدس العربي' أن وقف حماس الحديث عن الصفقة في وسائل الإعلام 'لا يعني إغلاق الملف'.
وأشار إلى أنه يتوقع أن تكون الاتصالات الجارية بهدف إنهاء الصفقة 'وصلت إلى مرحلة متقدمة'، وقال 'لذا ارتأت حماس وقف التصريحات للمحافظة على سير العملية'.
وفي هذا الموضوع أكد الدكتور خليل الحية القيادي البارز في حركة حماس أن حركته 'ستستفيد من قضية حزب الله في موضوع التكتم على صفقة تبادل الأسرى حتى يتم انجازها'.
وعبر الحية عن أمله بأن تنجز صفقة تبادل الأسرى 'بأسرع وقت ممكن'، لكنه شدد على ضرورة أن تلتزم إسرائيل بشروط الفصائل الآسرة.
وقال 'إسرائيل لها اعتبارات معينة لذلك نحن نقول القضية ليست في الوسيط بقدر ما هي في العدو الصهيوني ومدى التزامه وقناعته وإرغامه على شروط المقاومة'.
لكنه أعرب أيضاً عن أمله أن يكون 'الأخوة المصريون قوة ضغط على الاحتلال وليس مجرد وسيط بين المقاومة الفلسطينية الآسرة للجندي شليط'.
وخلال الأيام الماضية، طالبت مواقع صحافية، وكتاب موالون لحركة حماس بسحب ملف صفقة التبادل من الوسيط المصري، وإيكاله إلى طرف آخر، بعد أن قالوا ان مصر لن تستطيع تقديم شيء على غرار ما حدث في صفقة حزب الله.
وكتب موقع إعلامي مقرب من حماس 'يجب على حماس أن تأخذ العبر مما جرى معها في ملف التهدئة، فمصر التي تعجز عن فتح معبر رفح للمرضى وللمسافرين كيف يمكن أن تلزم الاحتلال بالإفراج عن الأسرى ممن يسميهم الاحتلال ملطخة أيديهم بالدماء'، معتبرة أن مصر 'دولة ضعيفة وعاجزة عن تنفيذ مثل هذه الصفقة'.
ورأى أنه من الأفضل للصفقة أن يقوم الوسيط الألماني الذي تدخل بين حزب الله وإسرائيل بالتدخل من أجل إنجاح صفقة شليط 'لاسيما أنه بعد مرور عامين مازالت مفاوضات الصفقة التي تديرها مصر تراوح مكانها'.
وتعتبر مصر لغاية اللحظة الوسيط الرئيس في الصفقة، وسبق وأن نقلت لإسرائيل قائمة بأسماء معتقلين تطالب حركة حماس إطلاق سراحهم، لكن إسرائيل وافقت فقط على إطلاق سراح 71 ممن ذكروا في القائمة التي تضم 450 أسيرا من ذوي المحكوميات العالية.
لكن القيادي في حماس أيمن طه قال لـ 'القدس العربي' في تعليقه على الأمر ان هذه المطالب 'لا تعبر عن موقف حركة حماس الرسمي'.
وقال 'هذه مجرد مواقف شخصية لكتاب وصحافيين'.
وفي سياق قريب نقل عن مصدر فلسطيني قوله ان فرنسا عرضت التوسط بين إسرائيل وحماس للتوسط في ملف شليط، غير أن إسرائيل 'عارضت الفكرة الفرنسية رغم أن حماس لم تبد أي اعتراض عليها'، لكن المصدر لم يذكر متى جرى هذا العرض الفرنسي. يشار إلى أن الجندي شليط الذي أسر في عملية عسكرية شنها مسلحو حماس وآخرون من لجان المقاومة الشعبية، ومنظمة 'جيش الإسلام' المتشددة يوم 26 يونيو من العام 2006، يحمل إلى جانب الجنسية الإسرائيلية الجنسية الفرنسية.
ويوم أمس نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر مسؤولة قولها ان عوفر دكيل المكلف بملف الأسرى الإسرائيليين سيتوجه إلى القاهرة الأسبوع المقبل للقاء مدير المخابرات المصرية العامة اللواء عمر سليمان.
وبحسب المصادر فإن إسرائيل تطالب بأن يقوم المسؤولون في القاهرة بممارسة 'الضغوط' على حركة حماس 'ليتسنى إجمال مختلف المواضيع المتعلقة بتنفيذ صفقة التبادل'.
ورجحت المصادر أن لا تبادر حماس بزيادة مطالبها في أعقاب تنفيذ صفقة تبادل الأسرى التي تمت الأربعاء الماضي بين إسرائيل وحزب الله.
وبحسب المصادر الإسرائيلية فإن الخلاف الذي يحول إلى اللحظة دون إتمام صفقة الجندي شليط المأسور في غزة منذ أكثر من عامين سببه 'هوية الأسرى الفلسطينيين المنوي الإفراج عنهم وليس على عددهم'.
لكن الدكتور الحية قال في هذا السياق أن حماس 'استفادت من تجارب تبادل الأسرى السابقة'.
وأضاف 'اليوم هناك إضافة جديدة تراكمت عن هذه الإضافات'، وأكد أن إسرائيل 'في نهاية المطاف ستدفع الاستحقاقات المطلوبة منها بثبات شعبنا وصموده على مطالبه'.
الجمعة، 18 يوليو 2008
مخاطر العولمة على الدول الضعيفة أو المستضعفة في الأرض
مخاطر العولمة على الدول الضعيفة أو المستضعفة في الأرض
العولمة مصطلح قديم جديد يندرج تحت مقولة: "أن يتخذ شيء ما بعداً عالمياً" أي يخرج عن دائرته المحلية ويتجاوزها إلى العالمية. وثمة فرق شاسع بين العولمة والعالمية إذ تحمل المعاني الجديدة للعولمة شراسة القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية في أبشع صورها؛ في حين تحمل معاني العالمية الحوار الحضاري بين الثقافات، وتبادل النظرات والخبرات والإنجازات العلمية بما يعود بالفائدة والخير على البشرية جمعاء في فضاء المعرفة السيبراني الذي لا حدود له، والأكثر انفتاحاً وفهماً واعترافاً بالآخر وبقناعاته، وبخصوصيته، فالعالمية تؤالف بين البشر من خلال مفهوم أن الإنسان أخ الإنسان وأن ثقافات الشعوب، وعقولها تتلاقح فيما بينها، وتتفاعل من خلال الحوار والمثاقفة، وليس من خلال العدم والإلغاء، وأن كل ثقافة أو حضارة أخذت من الثقافات والحضارات السابقة ما يتيح لها الاستمرار في إشادة بنيانها الحضاري على خارطتها الجغرافية الممتدة فوقها، وأنه يستحيل على حضارة مهما بلغت من القوة أن تنهض بمفردها من فراغ، أو بمعزل عن التعاون والاعتراف بما سبقها أو بما يوازيها من ثقافات وحضارات مماثلة فوق هذا الكوكب. وأن فضاءات العلم والمعرفة مفتوحة على الجهات كلها، ومتاحة لكل الأمم والشعوب الساعية لاكتناه العلم والمعرفة، وليست حكراً على شعب أو أمة محددين، وأن العقل البشري عبر العصور على مدى التاريخ الإنساني شارك في إشادة تلك الحضارات، وأبقى لخاصية كل أمة علاماتها الفارقة التي تمايز ثقافتها عن ثقافة سواها وحضارتها عن حضارة غيرها من الأمم فلكل شعب ثقافته وهويته، ولكل شعب كامل الحق في الدفاع عن تلك الثقافة والتمسك بتلك الهوية لأنها تعبر عن أرومته وذاكرته الوطنية والقومية. إننا من خلال هذه الهوية نستطيع التعرّف إلى منجزات الشعوب في الماضي والحاضر والمستقبل، ومن خلال التمسك بها يصعب على الآخرين محوها أو إذابتها مهما بلغت درجة التفوق عليها ربما تنجرّ الثقافات الضعيفة المغلوبة على أمرها إلى تقليد ثقافة الغالب كما يقول ابن خلدون أحياناً لكنّ هذا التقليد لن يصل إلى درجة التخلي عن الهوية الثقافية بالكامل أو الانزياح عن الخارطة الجغرافية والمجال الحيوي الذي تشكلت فيه عبر مراحل التاريخ المختلفة، لأن لكل مرحلة تاريخية طابعاً ثقافياً محدداً تبعاً لقوانين السيرورة وذلك لا يعني إلغاء تلك العلامات الفارقة، والالتحاق كاملاً بثقافة الأقوى، وإعلان التبعية له، والاندماج في ثقافته، وإنما التأثر بشكل أو بآخر بثقافته وهذا ما أكدته حقائق التاريخ عندما تعرضت شعوب فقيرة مستضعفة لغزو شعوب قوية، وخضعت لهيمنتها وسلطانها فترة زمنية حاول فيها الغزاة المحتلون أن يدمجوا ثقافات الشعوب الخاضعة لهم في نسيج ثقافتهم الغازية، فلم يفلحوا، وبرز تحدي ثقافة الشعب المغلوب على أمره، في اللغة واللباس والغناء، والأعراس، والفولكلور والعادات والتقاليد الشعبية، تأكيداً على الشعور بالذات الوطنية والقومية، وإيماناً بالتصدي للثقافة الغازية الساعية لاحتوائها أو ابتلاعها.
غير أن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة في هذا المجال هو: هل تستطيع الهوية الثقافية للدول النامية ومن ضمنها الأقطار العربية التصدي لثقافة العولمة بصياغته الأميركية ذات الأنياب القاضمة لكل شيء يعترض سبيلها؟ وللإجابة نقول: من منظار تكافؤ القوى العسكرية والاقتصادية والسياسية لا مجال للمقارنة، فالدول النامية أو العربية، إذا ما حاولت مواجهة ثقافة النظام العالمي الجديد في صيغته الأميركية التي تندرج تحت عنوان ثقافة الاغتصاب بالقوة، وثقافة الرعب والتوحش، هي غير قادرة على ذلك إلا بشرط واحد، أن تواجه هذه العولمة الزاحفة لابتلاع الأخضر واليابس جماعةً وليس فرادى.
لقد أخذ النظام الجديد يطرح مقولات العولمة الأميركية على شعوب العالم أجمع بما فيها الشعوب الأوربية عبر ما تمتلكه الإدارة الأميركية من وسائل ضغط مادية وعسكرية اقتصادية وسياسية كلها مسخرة لتحقيق الهيمنة على العالم وأمركته وظهر بشكل جلي خلال العقد الأخير من القرن العشرين وبداية هذا القرن من الألفية الثالثة قدرة هذه الإدارة على تطويع القوى التي تشكل عائقاً في تحقيق هذه الهيمنة على القرار السياسي في مجلس الأمن والمنظمات الدولية الأخرى، تحت دعاوى سياسية وشعارات إنسانية كشف عنها الناقد والباحث الأميركي نعوم تشومسكي في كتابه الأخير الذي نشره تحت عنوان (النزعة الإنسانية العسكرية الجديدة) الذي شفع النزعة الإنسانية بصفة أخرى تقوم بمثابة إلغاء للأولى أو تحل محلها وهي العسكرية الجديدة، وما جرى في يوغسلافيا وفي أفغانستان والعراق مؤخراً يفضح الممارسات الأميركية، ويكشف عن أهدافها البعيدة في قهر الشعوب والهيمنة على مواردها، والتحكم بمصائر العالم أجمع.
من هذا المنطلق، ينبغي أن تكون قراءتنا للعولمة قراءة متمعنة للمخاطر التي تحيق بنا جراءها كقوة عسكرية واقتصادية وسياسية وثقافية تدلل على هيمنة استعمارية مقنعة بقناع عالمي وشعارات إنسانية براقة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب لخداع العالم ودفعه باتجاه السير في ركابها ومسارها اللاإنساني. وما ينبغي الإشارة إليه في هذا السياق هو: "أن العولمة ليست إيديولوجيا وإن كانت تبدو ذات طابع من هذا القبيل فالإيديولوجيا موضوعها الأفكار، وهي نتاج وعي متكون. أما العولمة فهي تقوم من خلال عمليتي المحو والإحلال بتكييف واقع الحياة الاجتماعية لقبول هيمنة المنتج الرأسمالي. إلا أن العولمة قد تستعير من الإيديولوجيا بعضاً مما لها من مجتمعية المحيط ـ ولكن بمعنى النظام الشامل ـ فتحاول تأسيس العلاقات وإقامتها لا في مجتمع واحد، بل في مجتمعات تعمل على تنميطها من خلال علاقات الإنتاج والاستهلاك. ومن هنا فهي لا تمثل مرحلة من مراحل التطور التاريخي في حياة المجتمعات وواقعها ـ كما يكون الأمر حين ينشأ عن تفاعل الناس مع الحياة والطبيعة بمعناهما الشامل، أو من خلال الإنتاج الثقافي والفكري في أشكاله المتعددة التي تتداخل، وتتفاعل، ويؤثر بعضها في البعض الآخر، فتتحقق علاقات الناس أو يتم لقاؤهم في مستوى العقل ـ بل العولمة؛ شكل من أشكال الهيمنة التي تستبعد كل مرجعية، واقعية كانت أم ذاتية، إبقاءً على مرجعيتها الوحيدة (رأس المال) الذي يكون هنا هو الغالب والمهيمن بكل ما تفرضه الهيمنة من علاقات اجتماعية وثقافية للغالب الذي يراها أرقى من المغلوب، ويعمل بها ومن خلالها على تغيير نمط حياته وأساليب تفكيره وتتحدد الهيمنة (مفهوماً) كما نعنيها هنا بأشكال الفعل والتأثير الذي يسلب من الإنسان ذاتية الفعل، كما يسلب جوهر المعرفة الأصيلة، وهي على صعيد العلاقات الدولية كل علاقة في مستوى واسع من مستويات الثقافة تَفْرضُ فيها حضارة معينة قيمها على حضارة أخرى، أو تفرض المجتمعات المتغلبة بقوتها القهرية قيمها على أخرى ضعيفة أو مستلبة، حيث تتم عملية الاحتواء، والموافقة القهرية والانقياد القسري للثقافة المسيطرة وتأسيساً على ذلك نستطيع القول: "إن العولمة لا تقدم منظوراً للتقدم في بعده الإنساني على الرغم من اعتمادها العلم والتقنية بوصفهما خاصتين أساسيتين ومتحدتين تطبعان عصرنا بطابعهما ذلك أن فكرة التقدم تعبر في جوهرها عن مفهوم اجتماعي ـ تاريخي، بمعنى أن الفكرة ومضمونها الدال عليها هي حصيلة عملية اجتماعية تاريخية ذات صلة وثيقة بالتطور الاجتماعي الثقافي للإنسانية التي لا تنفك عنه هذه الفكرة وإنما تقدم شكلاً من أشكال التنميط العالمي في نموذج واحد هو النموذج الأميركي.
ومن هنا يتجلى الخطر الكبير الذي يحدق بنا جرّاء (ثقافة العولمة) التي أصبحت تشبه الجمجمة المرسومة على جدار أو لوحة تنذر بالرعب وخطر الموت، لأنها نتاج إنسان أشاد مدنيته على أنقاض الهنود الحمر وجماجمهم، ومخزونه الثقافي لا يتعدى في السياق التاريخي الخمسمئة سنة، فهو لم يتمثل جوهر الثقافات والحضارات الإنسانية الحية الضاربة في عمق التاريخ، لا بل هو أصبح يكنّ العداء إليها لأنها في الطرف النقيض، فهي مبرمجة وفق متطلبات نظام العولمة الذي من أولى أغراضه هندسة الثقافات البراغماتية الاستهلاكية وتغيير طرائق البشر وعقولهم بما ينسجم والأهداف الأميركية القائمة على احتكار السوق والتحكم بالعالم اقتصادياً وسياسياً وثقافياً من خلال مقولة: نحن نختار لك ودعنا نفكر نيابة عنك، واستسلم لأمرنا تكون في أمان من القتل.
لا بد من الإشارة في هذا السياق إلى وجه تبادل الأدوار والتوليف العام بين العولمة الاقتصادية والعولمة السياسية والعولمة الثقافية والعولمة الإعلامية لتعزيز السيطرة الأحادية (النموذج الأميركي) وتعميم ثقافته بعد تحطيم الثقافات القومية التي تعتد بخصوصيتها وأصالتها.
إذن نظام العولمة مؤلف من معادلة أحد طرفيها نظام القوة. والطرف الآخر نظام الهيمنة، وثمة علاقة جدلية بين الحدين. ومن هنا ينبغي على الدول الضعيفة التي تسير على طريق النمو أو الفقيرة التي تعد من دول الجنوب أن تعيد النظر في مقولاتها وأن تحدث تغييراً في رؤيتها للعالم لمناهضة العولمة ومواجهة مخاطر العولمة الزاحفة باتجاه هذه الشعوب الفقيرة المستضعفة في الأرض قبل سواها. وأن تبني ثقافاتها بناء اجتماعياً وعلمياً متيناً يستطيع مجاراة العولمة ومواجهتها وتلافي أخطارها، فلا الانعزال والتقوقع على الذات يمنع مخاطر العولمة ولا الذوبان في مستنقعها يجدي ولا إدارة الظهر لها كأنها لم تفرض نواظمها في كثير من البلدان بنافعٍ أيضاً، بل بناء الذات بناء علمياً وثقافياً جديداً، وفق مفهومات ومتطلبات الزمان والمكان، ورفض التخلف بكل رواسبه المعيقة للتقدم والتطور والتحديث عقلاً وروحاً هو الطريق السليم لتجنب مخاطر العولمة لنعترف أن الدافع العربي الراهن، والثقافات السائدة في معظم الدول النامية لا تمتلك المقومات الذاتية والموضوعية لمواجهة مخاطر العولمة الأميركية بالتحديد. فهي ثقافات سائدة، مستلبة، رخوة، موجهة أو مجيّرة لصالح الحكومات شبه البائدة لذلك هي أعجز من أن تنتج وعياً جماهيرياً يحمل رياح التغيير والتطوير، ولذلك لا بدّ من تغيير البنى المؤسسية والعقلية التي اعتمدتها تلك الثقافات التي تحدّ من انعتاق العقل، وانفتاح الثقافة، وانطلاق الإبداع إلى الآفاق الرحبة بكامل الحرية والمسؤولية والثقة بالنفس، والتفاؤل بالمستقبل بعيداً عن الإرهاب الفكري والتزمت والتعصب والانغلاق واليأس والتبعية.
"فإذا كان الأمر في واقع كهذا يستدعي وجود ثقافة مناهضة للسلفية والتبعية فإن إثارة موضوع التحرر من هذين العنصرين اللذين يشكلان عامل إعاقة لحياة الثقافة وتطور المجتمع يطرح أسئلة مهمة وملحة يلخصها عالم الاجتماع المعروف الدكتور حليم بركات في التالي:
كيف يمكن تجاوز حالة الاغتراب والتحرر من التبعية، وذلك الارتباط ا لتبعي بالنظام العالمي؟ وهل يمكن تحقيق حضارة جديدة من دون تغيير البنى الاجتماعية الاقتصادية ـ السياسية السائدة؟ بل ماذا تعني الحضارة الجديدة وما مضمونها؟ ثم ما هي الغايات الأساسية التي نسعى إليها؟ وما الأهداف القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى المستمدة منها؟ هل نفهم أن عملية التغيير هي عملية تغيير الثقافة وبها نبدأ؟ هل مشكلة المجتمع العربي هي مشكلة ثقافية بالدرجة الأولى أم مشكلة نظام وبنى اجتماعية تنبثق منهما هذه الثقافة؟ ما هي استراتيجية التغيير الأكثر فعالية؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة تضعنا في مواجهة المشكلة، لا بل وجهاً لوجه أمام أزمة الواقع العربي الراهن، وواقع معظم الشعوب والدول الفقيرة التي تعاني من تبعات الاستعمار القديم وما زرعه بين ظهرانيها من أمراض، وعلل تعمل على إحباط أحلام التغيير، وتسعى لبث الفرقة بين أبناء المجتمع الواحد، خاصة في المجتمعات التعددية الشديدة التنوّع. وتدفعنا في الوقت ذاته لمراجعة أوراق التراث القديمة، وقراءة الواقع قراءة موضوعية على ضوء المتغيرات والتحولات العالمية التي لا يجوز إسقاطها من الحسبان، والبدء بإعادة إنتاج الذات الواعية المبدعة القادرة على الدخول وإلى الألفية الثالثة من بابها الواسع بعقلانية وموضوعية وحسابات دقيقة. "فإذا كانت العولمة قد طرحت التحدي للثقافات القومية فإن الاستجابة لا تكون بالنسبة للثقافة العربية إلا من خلال تمثل روح النهضة العربية وآفاق المشروع النهضوي العربي كما تمثل في أطروحات الفكر القومي منذ القرن التاسع عشر.
إنه المشروع التأسيسي لرؤية تاريخية حضارية قوامها العلم والعقل والإبداع والحرية والوعي والثقة بالذات والتفاؤل بالمستقبل وتعزيز الهوية الثقافية التي تؤكد حضور الأمة ثقافة وكياناً حضارياً وعمقاً تاريخياً وجغرافياً يشكل منطلقاً لرؤية جديدة وثقافة جديدة حدودها أبعد من آفاق فضاء المعرفة السيبراني، ومقوماتها أعمق من التراث الذاتي وحده بل تمتد إلى خزائن التراث العالمي برمته. ثقافة متحررة من الوهم جوهرها حرية الفكر نقداً وخلقاً وإبداعاً، وعمادها المعرفة وامتلاك مفاتيح المعلوماتية بجدارة وليس عن طريق الاستجداء. لأن ثورة المعلوماتية والإعلامي وسرعة الاتصالات والمواصلات المذهلة ليست متاحة بالتساوي لجميع الشعوب والأمم، كما هي أيضاً ليست متاحة بالتساوي بين أبناء المجتمع الواحد، فهي "قبل كل شيء أداة فعالة في خدمة من ينتجها ويملكها ويديرها قبل أي طرف آخر على حسابه، لذلك تهيمن أميركا على العالم في الوقت الحاضر، وقد بلغت الهيمنة شأواً أفقدت معه المجتمعات المتخلفة الكثير من مناعتها واستقلاليتها وسيادتها وقدرتها على التحكم بمصيرها. والوطن العربي هو من بين أكثر أجزاء العالم تعرّضاً لهذه الهيمنة. وكلما اقترب البلد من مركز الجاذبية في الثورة المعلوماتية والإعلامية أصبح جزءاً من آلية الهيمنة ودخل مدارات لا يحيد عنها، ليجد نفسه وقد فقد قدرته على أن يكون سيد نفسه، وصانع تاريخه وخاصة تلك المجتمعات المهددة بالانقسامات الداخلية".
فهل يعي العرب والشعوب الأخرى المغلوبة على أمرها هذه المسألة قبل فوات الأوان؟ أم يستمر الحال على منواله؟ ذلك متروك للآتي من الأيام.
د. حسين حموي
العولمة مصطلح قديم جديد يندرج تحت مقولة: "أن يتخذ شيء ما بعداً عالمياً" أي يخرج عن دائرته المحلية ويتجاوزها إلى العالمية. وثمة فرق شاسع بين العولمة والعالمية إذ تحمل المعاني الجديدة للعولمة شراسة القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية في أبشع صورها؛ في حين تحمل معاني العالمية الحوار الحضاري بين الثقافات، وتبادل النظرات والخبرات والإنجازات العلمية بما يعود بالفائدة والخير على البشرية جمعاء في فضاء المعرفة السيبراني الذي لا حدود له، والأكثر انفتاحاً وفهماً واعترافاً بالآخر وبقناعاته، وبخصوصيته، فالعالمية تؤالف بين البشر من خلال مفهوم أن الإنسان أخ الإنسان وأن ثقافات الشعوب، وعقولها تتلاقح فيما بينها، وتتفاعل من خلال الحوار والمثاقفة، وليس من خلال العدم والإلغاء، وأن كل ثقافة أو حضارة أخذت من الثقافات والحضارات السابقة ما يتيح لها الاستمرار في إشادة بنيانها الحضاري على خارطتها الجغرافية الممتدة فوقها، وأنه يستحيل على حضارة مهما بلغت من القوة أن تنهض بمفردها من فراغ، أو بمعزل عن التعاون والاعتراف بما سبقها أو بما يوازيها من ثقافات وحضارات مماثلة فوق هذا الكوكب. وأن فضاءات العلم والمعرفة مفتوحة على الجهات كلها، ومتاحة لكل الأمم والشعوب الساعية لاكتناه العلم والمعرفة، وليست حكراً على شعب أو أمة محددين، وأن العقل البشري عبر العصور على مدى التاريخ الإنساني شارك في إشادة تلك الحضارات، وأبقى لخاصية كل أمة علاماتها الفارقة التي تمايز ثقافتها عن ثقافة سواها وحضارتها عن حضارة غيرها من الأمم فلكل شعب ثقافته وهويته، ولكل شعب كامل الحق في الدفاع عن تلك الثقافة والتمسك بتلك الهوية لأنها تعبر عن أرومته وذاكرته الوطنية والقومية. إننا من خلال هذه الهوية نستطيع التعرّف إلى منجزات الشعوب في الماضي والحاضر والمستقبل، ومن خلال التمسك بها يصعب على الآخرين محوها أو إذابتها مهما بلغت درجة التفوق عليها ربما تنجرّ الثقافات الضعيفة المغلوبة على أمرها إلى تقليد ثقافة الغالب كما يقول ابن خلدون أحياناً لكنّ هذا التقليد لن يصل إلى درجة التخلي عن الهوية الثقافية بالكامل أو الانزياح عن الخارطة الجغرافية والمجال الحيوي الذي تشكلت فيه عبر مراحل التاريخ المختلفة، لأن لكل مرحلة تاريخية طابعاً ثقافياً محدداً تبعاً لقوانين السيرورة وذلك لا يعني إلغاء تلك العلامات الفارقة، والالتحاق كاملاً بثقافة الأقوى، وإعلان التبعية له، والاندماج في ثقافته، وإنما التأثر بشكل أو بآخر بثقافته وهذا ما أكدته حقائق التاريخ عندما تعرضت شعوب فقيرة مستضعفة لغزو شعوب قوية، وخضعت لهيمنتها وسلطانها فترة زمنية حاول فيها الغزاة المحتلون أن يدمجوا ثقافات الشعوب الخاضعة لهم في نسيج ثقافتهم الغازية، فلم يفلحوا، وبرز تحدي ثقافة الشعب المغلوب على أمره، في اللغة واللباس والغناء، والأعراس، والفولكلور والعادات والتقاليد الشعبية، تأكيداً على الشعور بالذات الوطنية والقومية، وإيماناً بالتصدي للثقافة الغازية الساعية لاحتوائها أو ابتلاعها.
غير أن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة في هذا المجال هو: هل تستطيع الهوية الثقافية للدول النامية ومن ضمنها الأقطار العربية التصدي لثقافة العولمة بصياغته الأميركية ذات الأنياب القاضمة لكل شيء يعترض سبيلها؟ وللإجابة نقول: من منظار تكافؤ القوى العسكرية والاقتصادية والسياسية لا مجال للمقارنة، فالدول النامية أو العربية، إذا ما حاولت مواجهة ثقافة النظام العالمي الجديد في صيغته الأميركية التي تندرج تحت عنوان ثقافة الاغتصاب بالقوة، وثقافة الرعب والتوحش، هي غير قادرة على ذلك إلا بشرط واحد، أن تواجه هذه العولمة الزاحفة لابتلاع الأخضر واليابس جماعةً وليس فرادى.
لقد أخذ النظام الجديد يطرح مقولات العولمة الأميركية على شعوب العالم أجمع بما فيها الشعوب الأوربية عبر ما تمتلكه الإدارة الأميركية من وسائل ضغط مادية وعسكرية اقتصادية وسياسية كلها مسخرة لتحقيق الهيمنة على العالم وأمركته وظهر بشكل جلي خلال العقد الأخير من القرن العشرين وبداية هذا القرن من الألفية الثالثة قدرة هذه الإدارة على تطويع القوى التي تشكل عائقاً في تحقيق هذه الهيمنة على القرار السياسي في مجلس الأمن والمنظمات الدولية الأخرى، تحت دعاوى سياسية وشعارات إنسانية كشف عنها الناقد والباحث الأميركي نعوم تشومسكي في كتابه الأخير الذي نشره تحت عنوان (النزعة الإنسانية العسكرية الجديدة) الذي شفع النزعة الإنسانية بصفة أخرى تقوم بمثابة إلغاء للأولى أو تحل محلها وهي العسكرية الجديدة، وما جرى في يوغسلافيا وفي أفغانستان والعراق مؤخراً يفضح الممارسات الأميركية، ويكشف عن أهدافها البعيدة في قهر الشعوب والهيمنة على مواردها، والتحكم بمصائر العالم أجمع.
من هذا المنطلق، ينبغي أن تكون قراءتنا للعولمة قراءة متمعنة للمخاطر التي تحيق بنا جراءها كقوة عسكرية واقتصادية وسياسية وثقافية تدلل على هيمنة استعمارية مقنعة بقناع عالمي وشعارات إنسانية براقة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب لخداع العالم ودفعه باتجاه السير في ركابها ومسارها اللاإنساني. وما ينبغي الإشارة إليه في هذا السياق هو: "أن العولمة ليست إيديولوجيا وإن كانت تبدو ذات طابع من هذا القبيل فالإيديولوجيا موضوعها الأفكار، وهي نتاج وعي متكون. أما العولمة فهي تقوم من خلال عمليتي المحو والإحلال بتكييف واقع الحياة الاجتماعية لقبول هيمنة المنتج الرأسمالي. إلا أن العولمة قد تستعير من الإيديولوجيا بعضاً مما لها من مجتمعية المحيط ـ ولكن بمعنى النظام الشامل ـ فتحاول تأسيس العلاقات وإقامتها لا في مجتمع واحد، بل في مجتمعات تعمل على تنميطها من خلال علاقات الإنتاج والاستهلاك. ومن هنا فهي لا تمثل مرحلة من مراحل التطور التاريخي في حياة المجتمعات وواقعها ـ كما يكون الأمر حين ينشأ عن تفاعل الناس مع الحياة والطبيعة بمعناهما الشامل، أو من خلال الإنتاج الثقافي والفكري في أشكاله المتعددة التي تتداخل، وتتفاعل، ويؤثر بعضها في البعض الآخر، فتتحقق علاقات الناس أو يتم لقاؤهم في مستوى العقل ـ بل العولمة؛ شكل من أشكال الهيمنة التي تستبعد كل مرجعية، واقعية كانت أم ذاتية، إبقاءً على مرجعيتها الوحيدة (رأس المال) الذي يكون هنا هو الغالب والمهيمن بكل ما تفرضه الهيمنة من علاقات اجتماعية وثقافية للغالب الذي يراها أرقى من المغلوب، ويعمل بها ومن خلالها على تغيير نمط حياته وأساليب تفكيره وتتحدد الهيمنة (مفهوماً) كما نعنيها هنا بأشكال الفعل والتأثير الذي يسلب من الإنسان ذاتية الفعل، كما يسلب جوهر المعرفة الأصيلة، وهي على صعيد العلاقات الدولية كل علاقة في مستوى واسع من مستويات الثقافة تَفْرضُ فيها حضارة معينة قيمها على حضارة أخرى، أو تفرض المجتمعات المتغلبة بقوتها القهرية قيمها على أخرى ضعيفة أو مستلبة، حيث تتم عملية الاحتواء، والموافقة القهرية والانقياد القسري للثقافة المسيطرة وتأسيساً على ذلك نستطيع القول: "إن العولمة لا تقدم منظوراً للتقدم في بعده الإنساني على الرغم من اعتمادها العلم والتقنية بوصفهما خاصتين أساسيتين ومتحدتين تطبعان عصرنا بطابعهما ذلك أن فكرة التقدم تعبر في جوهرها عن مفهوم اجتماعي ـ تاريخي، بمعنى أن الفكرة ومضمونها الدال عليها هي حصيلة عملية اجتماعية تاريخية ذات صلة وثيقة بالتطور الاجتماعي الثقافي للإنسانية التي لا تنفك عنه هذه الفكرة وإنما تقدم شكلاً من أشكال التنميط العالمي في نموذج واحد هو النموذج الأميركي.
ومن هنا يتجلى الخطر الكبير الذي يحدق بنا جرّاء (ثقافة العولمة) التي أصبحت تشبه الجمجمة المرسومة على جدار أو لوحة تنذر بالرعب وخطر الموت، لأنها نتاج إنسان أشاد مدنيته على أنقاض الهنود الحمر وجماجمهم، ومخزونه الثقافي لا يتعدى في السياق التاريخي الخمسمئة سنة، فهو لم يتمثل جوهر الثقافات والحضارات الإنسانية الحية الضاربة في عمق التاريخ، لا بل هو أصبح يكنّ العداء إليها لأنها في الطرف النقيض، فهي مبرمجة وفق متطلبات نظام العولمة الذي من أولى أغراضه هندسة الثقافات البراغماتية الاستهلاكية وتغيير طرائق البشر وعقولهم بما ينسجم والأهداف الأميركية القائمة على احتكار السوق والتحكم بالعالم اقتصادياً وسياسياً وثقافياً من خلال مقولة: نحن نختار لك ودعنا نفكر نيابة عنك، واستسلم لأمرنا تكون في أمان من القتل.
لا بد من الإشارة في هذا السياق إلى وجه تبادل الأدوار والتوليف العام بين العولمة الاقتصادية والعولمة السياسية والعولمة الثقافية والعولمة الإعلامية لتعزيز السيطرة الأحادية (النموذج الأميركي) وتعميم ثقافته بعد تحطيم الثقافات القومية التي تعتد بخصوصيتها وأصالتها.
إذن نظام العولمة مؤلف من معادلة أحد طرفيها نظام القوة. والطرف الآخر نظام الهيمنة، وثمة علاقة جدلية بين الحدين. ومن هنا ينبغي على الدول الضعيفة التي تسير على طريق النمو أو الفقيرة التي تعد من دول الجنوب أن تعيد النظر في مقولاتها وأن تحدث تغييراً في رؤيتها للعالم لمناهضة العولمة ومواجهة مخاطر العولمة الزاحفة باتجاه هذه الشعوب الفقيرة المستضعفة في الأرض قبل سواها. وأن تبني ثقافاتها بناء اجتماعياً وعلمياً متيناً يستطيع مجاراة العولمة ومواجهتها وتلافي أخطارها، فلا الانعزال والتقوقع على الذات يمنع مخاطر العولمة ولا الذوبان في مستنقعها يجدي ولا إدارة الظهر لها كأنها لم تفرض نواظمها في كثير من البلدان بنافعٍ أيضاً، بل بناء الذات بناء علمياً وثقافياً جديداً، وفق مفهومات ومتطلبات الزمان والمكان، ورفض التخلف بكل رواسبه المعيقة للتقدم والتطور والتحديث عقلاً وروحاً هو الطريق السليم لتجنب مخاطر العولمة لنعترف أن الدافع العربي الراهن، والثقافات السائدة في معظم الدول النامية لا تمتلك المقومات الذاتية والموضوعية لمواجهة مخاطر العولمة الأميركية بالتحديد. فهي ثقافات سائدة، مستلبة، رخوة، موجهة أو مجيّرة لصالح الحكومات شبه البائدة لذلك هي أعجز من أن تنتج وعياً جماهيرياً يحمل رياح التغيير والتطوير، ولذلك لا بدّ من تغيير البنى المؤسسية والعقلية التي اعتمدتها تلك الثقافات التي تحدّ من انعتاق العقل، وانفتاح الثقافة، وانطلاق الإبداع إلى الآفاق الرحبة بكامل الحرية والمسؤولية والثقة بالنفس، والتفاؤل بالمستقبل بعيداً عن الإرهاب الفكري والتزمت والتعصب والانغلاق واليأس والتبعية.
"فإذا كان الأمر في واقع كهذا يستدعي وجود ثقافة مناهضة للسلفية والتبعية فإن إثارة موضوع التحرر من هذين العنصرين اللذين يشكلان عامل إعاقة لحياة الثقافة وتطور المجتمع يطرح أسئلة مهمة وملحة يلخصها عالم الاجتماع المعروف الدكتور حليم بركات في التالي:
كيف يمكن تجاوز حالة الاغتراب والتحرر من التبعية، وذلك الارتباط ا لتبعي بالنظام العالمي؟ وهل يمكن تحقيق حضارة جديدة من دون تغيير البنى الاجتماعية الاقتصادية ـ السياسية السائدة؟ بل ماذا تعني الحضارة الجديدة وما مضمونها؟ ثم ما هي الغايات الأساسية التي نسعى إليها؟ وما الأهداف القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى المستمدة منها؟ هل نفهم أن عملية التغيير هي عملية تغيير الثقافة وبها نبدأ؟ هل مشكلة المجتمع العربي هي مشكلة ثقافية بالدرجة الأولى أم مشكلة نظام وبنى اجتماعية تنبثق منهما هذه الثقافة؟ ما هي استراتيجية التغيير الأكثر فعالية؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة تضعنا في مواجهة المشكلة، لا بل وجهاً لوجه أمام أزمة الواقع العربي الراهن، وواقع معظم الشعوب والدول الفقيرة التي تعاني من تبعات الاستعمار القديم وما زرعه بين ظهرانيها من أمراض، وعلل تعمل على إحباط أحلام التغيير، وتسعى لبث الفرقة بين أبناء المجتمع الواحد، خاصة في المجتمعات التعددية الشديدة التنوّع. وتدفعنا في الوقت ذاته لمراجعة أوراق التراث القديمة، وقراءة الواقع قراءة موضوعية على ضوء المتغيرات والتحولات العالمية التي لا يجوز إسقاطها من الحسبان، والبدء بإعادة إنتاج الذات الواعية المبدعة القادرة على الدخول وإلى الألفية الثالثة من بابها الواسع بعقلانية وموضوعية وحسابات دقيقة. "فإذا كانت العولمة قد طرحت التحدي للثقافات القومية فإن الاستجابة لا تكون بالنسبة للثقافة العربية إلا من خلال تمثل روح النهضة العربية وآفاق المشروع النهضوي العربي كما تمثل في أطروحات الفكر القومي منذ القرن التاسع عشر.
إنه المشروع التأسيسي لرؤية تاريخية حضارية قوامها العلم والعقل والإبداع والحرية والوعي والثقة بالذات والتفاؤل بالمستقبل وتعزيز الهوية الثقافية التي تؤكد حضور الأمة ثقافة وكياناً حضارياً وعمقاً تاريخياً وجغرافياً يشكل منطلقاً لرؤية جديدة وثقافة جديدة حدودها أبعد من آفاق فضاء المعرفة السيبراني، ومقوماتها أعمق من التراث الذاتي وحده بل تمتد إلى خزائن التراث العالمي برمته. ثقافة متحررة من الوهم جوهرها حرية الفكر نقداً وخلقاً وإبداعاً، وعمادها المعرفة وامتلاك مفاتيح المعلوماتية بجدارة وليس عن طريق الاستجداء. لأن ثورة المعلوماتية والإعلامي وسرعة الاتصالات والمواصلات المذهلة ليست متاحة بالتساوي لجميع الشعوب والأمم، كما هي أيضاً ليست متاحة بالتساوي بين أبناء المجتمع الواحد، فهي "قبل كل شيء أداة فعالة في خدمة من ينتجها ويملكها ويديرها قبل أي طرف آخر على حسابه، لذلك تهيمن أميركا على العالم في الوقت الحاضر، وقد بلغت الهيمنة شأواً أفقدت معه المجتمعات المتخلفة الكثير من مناعتها واستقلاليتها وسيادتها وقدرتها على التحكم بمصيرها. والوطن العربي هو من بين أكثر أجزاء العالم تعرّضاً لهذه الهيمنة. وكلما اقترب البلد من مركز الجاذبية في الثورة المعلوماتية والإعلامية أصبح جزءاً من آلية الهيمنة ودخل مدارات لا يحيد عنها، ليجد نفسه وقد فقد قدرته على أن يكون سيد نفسه، وصانع تاريخه وخاصة تلك المجتمعات المهددة بالانقسامات الداخلية".
فهل يعي العرب والشعوب الأخرى المغلوبة على أمرها هذه المسألة قبل فوات الأوان؟ أم يستمر الحال على منواله؟ ذلك متروك للآتي من الأيام.
د. حسين حموي
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)